الجمعة، 11 ديسمبر 2009

إلى جنات الخلد يـ بابا .....




الساعة التاسعة مساءً : كل شيء على ما يُرام .. والأمور مستتبة ..
لا شيء يدعو إلى القلق ...

الساعة العاشرة : ضيوف في المنزل ..

جلسة مُمتعة بصُحبة الضيوف وأخواتي وبناتهم ..

الساعة الثانية عشر : اتصال مخيف .......

الساعة الثانية عشر والنصف : صوت إسعاف .. وربكة غير مُطمئنة ..

قلبي يخفق بشدة .. وجسدي يرتعش ..
" بابا " يرقد في سيارة الإسعاف .. عيناه تنظر لأعلى ولا ترمش ..

تنفس صناعي .. إنعاش للقلب .. ولكن دون جدوى

الساعة الثالثة فجراً : صراااااااخ .. وبكاااااء ..

وكل شيء أمامي يدور كالموج .. وكأني أحلم

الساعة الرابعة والنصف : " بابا " في المنزل .. يرقد على سرير .. عليه شرشف أبيض يغطي وجهة ..

كشفتُ الغطاء .. وبدأت أتلمس بيدي أجزاء جسده
ولأول مرة ألمسه ولا يلمسني .. أقبله ولا يُقبلني .. أتحدث معه ولا يرد علي .. أحضنه ولا يرتب على كتفي وظهري ..
جسدي ثقيل .. ولا يحمل أي نوع من المشاعر سوى صدمة .. حبست دموعي
صوت البكاء يعلو من حولي .. وجسدي منهك .. لا يقوى حتى على البكاء ..
عقلي متعب .. توقف عن التفكير سوى في شيء واحد في ذلك الوقت أرهقني ..
سؤال واحد .. كان في ذلك الوقت يصفعني بقوه ..

/
/
كيف أودعك .......؟؟؟؟؟؟؟
/

/
كُنتُ أخشى الفراق .. وأهرب من لحظات الوداع ..ولكن
كيف لي أن أهرب من وداعك ...؟؟؟؟
كيف أُشبع نظري .. وإحساسي .. وجسدي مِنك وأودعك ....؟؟؟
أي طريقة أودعك بها تظمن لي بأني لن أشتاق إليك ثانيةً .....؟؟؟؟؟

اللهم لك الحمد .. حمداً كثيراً طيباً مباركاً .. مليء السموات .. والأرض .. وما بينهما .. ومليء ما شئت من شيء بعده ...

/
/
عزائي الوحيد .. بأنك الآن بجوار من هو أرحم بي مِنك .. وأحن عليك مني ..
/

/
وسؤالي الوحيد .. بأن يأنس الله وحشتك وينزل على قبرك الضياء والنور .. والفسحة والسرور .. ويلقيك بوالديك .. وإخوانك .. وأحبابك
ويجمعني بك في الفردوس الأعلى .. جوار نبي الرحمة .. عند حوضه صلى الله عليه وسلم


الثلاثاء 14 / 12 / 1430 هـ